منه لله اللي كان السبب!
أقول هذه العبارة في نفسي كلما تذكرت الشخص المجهول الذى تسبب في حرماني من العادة التي كنت أواظب عليها كل يوم علي مدى سنوات طويلة ومهما كانت الظروف وفي أى مكان أتواجد به ، وكانت تتمثل في متابعة إذاعة البرنامج العام بعد الانتهاء من أداء شعائر صلاة الفجر ، بدءا من برنامج "دعاء الصباح" ثم "مقدمة التلاوة" ثم التلاوة القرآنية الصباحية ، وانتهاءا بالفترة الإخبارية الأولي ، التي تتضمن فقرات: عناوين الأخبار ، جولة الصحافة ـ التي تقتصر عادة علي الصحف القومية الثلاث بالترتيب: الأهرام ، الأخبار ، الجمهورية ، ويضاف إليها نادرا صحبفة "الأحرار" أو صحيفة "الوفد" (فيما يتعلق بالأخبار الاجتماعية أو الرياضية أو التعليمية!)..ثم حالة الطقس ، أخبار بلدنا ، دنيا المرور ، نشرة أخبار الساعة السابعة ، تقارير المراسلين ، وأخيرا"قضية للمناقشة" للإذاعي اللامع ممدوح سعد..وكنت أشعر بمتعة كبيرة كلما تمكنت من اللحاق بهذه البرامج المختارة منذ بدايتها..إلي أن حدث ما حدث وجاءت يد خفية لتجامل أحد المحاسيب علي حساب العمل الإذاعي ، وتفسد علي المستمعين من أمثالي هذه المتعة اليومية ، وذلك بإقحام فقرة لا علاقة لها بمضمون ما نحرص علي الاستماع إليه ، وهي فقرة تمارين الصباح الرياضية بعنوان "واحد..إتنين..رياضة"والتي يقدمها د.مسعد عويس رئيس جهاز الرياضة سابقاً والامين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية ونقيب المهن الرياضية (شخصيا) ، مقترنة بمعلومة رياضية منقولة من الصحف وإحدى أغنيات الصباح ودردشة تافهة بين مذيعي ما يسمونه "استوديو الصباح" ، ولم يجد مكانا أنسب من عمق الفترة الإخبارية لـ"يحشره" بين فقراته!..الأمر الذى يستلزم "شحططة" المستمعين والانتقال بهم من استوديو الأخبار إلي استوديو الصباح ذهابا وإيابا ، وفي كل مرة يقوم مذيعو الاستوديو يتوديع زملائهم مذيعي الاستوديو الآخر تارة ، ثم استقبالهم والترحيب بهم تارة أخرى ،وهكذا يصير التفنن في تضييع وقت المستمعين ، مما يضطرنا للبحث عن محطة أخرى..وشيئا فشيئا بدأ الملل يتسرب إلي نفوسنا ، وأخيرا..عقدنا العزم وتمكننا من الاستغناء عن هذه العادة نهائيا..ولعل في هذه الحكاية بعض الإجابة عن أسباب هروب المواطنين من أجهزة الإعلام المصرية ، سواء كانت الإذاعة أو التليفزيون ، وكذلك الصحف القومية!
* اقرأ نفس الموضوع تحت العنوان التالي: جريدة الشروق المصرية تنشر موضوعا من إحدى مدوناتي* (انظر المقال المنشور لي حول نفس الموضوع ، في جريدة "القاهرة" ، تحت عنوان "بعد 6 دقائق من الآن" بتاريخ 7 فبراير 2006 ..واضغط علي الصورة التالية للتكبير)
المقال المنشور لي عن إذاعة البرنامج العام
* ملحوظة: بعد مرور سنوات علي هذا "التطوير إلي الوراء" ، وخلال أغسطس 2009 تبين لي بالمصادفة نقل فقرة تمارين الصباح الرياضية من صلب الفترة الإخبارية إلي خارجها ، لكي تذاع عقب انتهاء الفترة ، مما يعتبر بمثابة تصحيح للأوضاع ، أو بمثابة تدارك الخطأ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق