الأحد، 18 يوليو 2010

بركات التدين التي حلت علي هيئة نقل الركاب

ترام خط الرمل.. تتوقف ساعة الإفطار
* منذ عدة سنوات ، بدأ ظهور موجة من التدين المفاجئ ، اجتاحت العاملين بالهيئة العامة لنقل الركاب بالإسكندرية.
* وتمثلت هذه الموجة في تعطيل وحدات الركوب ـ سواء الأوتوبيس أو المكيف أو الميني باص أو ترام البلد أو ترام الرمل ـ خلال صلاة الجمعة ووقت الإفطار في شهر رمضان.
اضراب النقل العام صورة ارشيفية وهي أشبه بالحالة وقت الإفطار
* وكانت أول تجاربي في هذا المجال عندما كنت عائدا من الساحل الشمالي إلي محل إقامتي في منطقة لوران ، لكي أفاجأ بتوقف الحركة تماما في محطة مصر ، وخلوها من السيارات ، التي كانت جميعها تركن عند مشارف الميدان ، بدون سائقين أو كمسارية.
* لقد أستحدث العاملون بالهيئة المذكورة أعرافا وتقاليدَ لم تكن معروفة في المرفق في الماضي ، مثل تعطيل الحركة بمجرد انطلاق أذان المغرب ، لكي يتسني لهم تناول الإفطار الجماعي ، غير عابئين بالركاب سيئي الحظ الذين تضطرهم الظروف لاستخدام المرفق في هذا التوقيت ، وما يتعرضون له من ضرر نتيجة للتخلف عن موعد هام ، أو الفشل في قضاء مصلحة معينة ، أو عدم اللحاق بأحد القطارات للسفر..إلخ.
* وليتهم يكتفون بتناول الإفطار ثم يمضون في طريقهم ، ولكنهم ينتظرون احتساء الشاى ، ثم التوجه للمسجد القريب للتوضؤ ثم أداء صلاة المغرب جماعة!
* ونتيجة لتوقف جميع وحدات الترام طوال وقت الإفطار ، تحدث الاختناقات بالخط من كلا الاتجاهين ، فإذا ما بدأ المواطنون في التحرك من منازلهم قاصدين أى جهة من الجهات ، يفاجئون بانقطاع الحركة لفترات طويلة. كما يحدث نفس الشئ عند إقامة صلاة الجمعة. وأصبح من المناظر المألوفة في المحطات الرئيسية ارتداء كبار النظار والمفتشين للطاقية الشبيكة ، بينما يمسك كل منهم بالسبحة في يده اليمني ، في الوقت الذى يتعذب فيه المواطنون للانتقال من مكان إلي مكان ، وقد عم التسيب جميع أوصال المرفق!

* لقد خرجت مساء أمس من مسكني في منطقة لوران ، عقب تناول طعام الإفطار مباشرة ، لأداء واجب العزاء في وفاة قريب لنا في منطقة المنشية ، واستطعت اللحاق بأول ترام نازل إلي البلد ، وابتداءً من محطة سبورتنج ، كنت أشاهد الجموع الغفيرة من البشر وهم ينتظرون علي محطات الترام في الاتجاه الطالع ، وكأنهم ينتظرون القطار علي إحدى محطات خط أبو قير.
* لقد كلفني مشوار العزاء هذا نحو 4 ساعات لكي أعود إلي المسكن ، وكل ما تم إنجازه هو الاستماع إلي تلاوة ربع واحد من القرآن الكريم ، غادرت بعده السرادق متوجها إلي الكورنيش للحاق بأية وسيلة مواصلات بدون جدوى ، ولم أستطع العودة إلا بعد منتصف الليل!
تعطل حركة مرفق نقل الركاب بالإسكندرية خلال صلاة الجمعة (للمزيد)
* واليوم قررت أداء صلاة الجمعة بنفس المربع السكني ، تجنبا لانقطاع المواصلات ، وعند خروجي من المسجد فوجئت بوقوف 4 وحدات ترام بركابها ، ما بين محطتي السراى وسيدى بشر ، و3 وحدات أخرى علي الجانب الآخر من الخط ، فهل تتصور السبب؟ لقد كان العمال يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الكائن أمام محطة ترام سيدى بشر! وهكذا يكون التدين!. 
* ولك أن تتصور تكرار هذا المشهد علي طول الخط ، ساعة صلاة الجمعة ، ثم ساعة الإفطار..فكيف لك أن تتوقع انتظام الحركة بأى شكل من الأشكال علي مدى بقية ساعات اليوم!

اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية  
هل يغلم بما يحدث؟.. أو لا يعلم؟ (إن كنت تدري فتلك مضيبة ، وإن كنت لا تدرى فالمصيبة أعظم!)* والسؤال الآن: هل لدى محافظ المدينة علم بهذه المهزلة؟ اللواء مهندس/ شرين مجد الدين قاسم بركات
رئيس مجلس الادارة وهل لدى رئيس الهيئة هو الآخر علم بها؟ والإجابة يمكن أن تكون بالنفي ، أو بالإيجاب. ولكن النتيجة في كلا الحالتين واحدة ، وتتمثل في بقاء الحال علي ماهو عليه ، فلو أن أحدا من هؤلاء يعرف أن بقاءه في منصبه مرهون بالعمل علي راحة المواطنين ، ماكان هذا حالنا أبدا.
(انظر: ترام الرمل..عليه العوض!)
ــــــــــــــــــــ اضحك مع الهيئة ـــــــــــــــــــــ
*في إطار خطة الهيئة العامة لنقل الركاب بالإسكندرية في الحفاظ على المظهر الحضاري للمحافظة، قررت الهيئة منع صعود الباعة الجائلين إلى المركبات التابعة لها أثناء سيرها بمختلف أنحاء المحافظة.وكانت الشكاوى التي تلقتها الهيئة من المواطنين بتكرار تلك الظاهرة السلبية، سببًا في قرار المنع، حسبما قال اللواء شرين قاسم، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لنقل الركاب بالإسكندرية.وأكد قاسم أنه سيتم اتخاذ الإجراءات الرادعة ضد سائقي المركبات ومحصلي التذاكر إذا اثبت مخالفتهم لذلك القرار. (مصراوى: 8/4/2010)
ــــ متعلقات ــــ
*موقع الهيئة
*عنوان الهيئة: 3 شارع افلاطون بالشاطبى
* أصعب رمضان منذ سنوات: أزمة قمح ..الكهرباء مقطوعة..المــرور مشــكلة
* مسمار جحا: "يبدو أنه فى مصر لا توجد محاسبة إلا فى كلية التجارة" (من "مصراوى")

ليست هناك تعليقات: