قام أحد ملاك العقارات بالحي الذى نسكنه ـ وهو أحد أحياء الإسكندرية الراقية الهادئة ـ بتحويل إحدى الشقق السكنية إلي دار حضانة لما قبل مرحلة الدراسة ، واستغلال سطح الجراج الملاصق للشقة بتحويله إلي فناء مفتوح للحضانة ، وقاعة مكشوفة متعددة الأغراض ، لمزاولة الأنشطة المصاحبة ، والتي تتلخص في مجال واحد وهو إقامة الحفلات "التجارية" مدفوعة الأجر من أولياء الأمور،وتتمثل غالبا في حفلات أعياد الميلاد ، حيث يتم استئجار أجهزة استماع فائقة القدرة ، لبث وقائع الحفلة علي الهواء مباشرة ، دون أى مراعاة لحقوق سكان الحي في الحصول علي قسط من الراحة والهدوء ، بل وحق رواد المساجد القريبة في أداء الصلاة دون شوشرة..وبالرغم من صدور قانون للبيئة منذ سنة 1994 والذى ينص صراحة علي تجريم استخدام مكبرات الصوت ، إلا أن أحدا لا يأبه به سواء من المواطنين أو المسئولين ، ويذم انتهاكه علي مرأى ومسمع من الجميع ، سواء من خلال باعة الروبابيكيا والثوم والبصل والبرتقال والبطيخ وشرائط الكاسيت...إلخ ، أو من خلال سرادقات العزاء ، وحفلات الأفراح والليالي الملاح ..وذلك بعد عمل اللازم نحو تسوية الأمور بالطرق المعروفة..وعلي المتضرر أن يضرب دماغه في أقرب حائط خرساني ، أو أن يشرب من ماء البحر المالح الذى يحف بالحي من جهة الشمال!
أما في شهور الصيف ، والتي استغلها القائمون علي الحضانة استغلالا تجاريا جيدا ، فقد حدث ما هو أسوء ، حيث تحولت هذه الحضانة إلي "مناحة" أو ما يشبه "حائط المبكي" ، نتيجة لتعالي أصوات الأطفال بالبكاء والصراخ طوال النهار ، دون أن تكلف إحدى المشرفات نفسها عناء إسكاتهم ، عملا بمبدأ "علي قد فلوسهم" أقصد علي قدر ما تتقاضاه من الحضانة!..ويبدو أن أصحاب الحضانة عمدوا إلي تخفيض عدد المشرفات توفيرا للنفقات ، طالما أن أحدا من الجيران لم يعترض علي هذه المناحة ، وأن أولياء الأمور لا يملكون حلا آخر.
ومع اقتراب العام الدراسي الجديد ، تحولت الحضانة إلي ما يشبه "قاعة الأفراح" ، بهدف الدعاية ، بدون أية ضوابط ، وبدون مراعاة لحرمة الجيران ودور العبادة ، عن طريق بث الأغاني والمسرحيات من خلال مكبرات الصوت ، علي مدى ساعات المساء والسهرة ، وكأنه لا يوجد في البلد أية قوانين علي الإطلاق!..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق